أَبُو اَلْحَسَنْ عَلَاءْ اَلدِّينْ عَلِي بْنْ أَبِي اَلْحَزْمِ اَلْخَالِدِي اَلْمَخْزُومِيَّ اَلْقُرَشِيِّ اَلدِّمَشْقِيِّ ، الذي يُعرف أيضًا باسم ابن النفيس ، هو واحد من أبرز العلماء العرب في عصوره. وُلد في القرن الثالث عشر في قرطبة، التي كانت في ذلك الوقت تابعة للأندلس الإسلامية. يُعتبر ابن النفيس واحدًا من أعلام الطب والفيزياء في التاريخ العربي والإسلامي.

وأما نصرة الحق واعلاء مناره,وخذلان الباطل وطمس اثاره, فأمر قد التزمناه في كل فن

وتشريحه. قام بدراسة مفصلة لجهاز التنفس ووظيفته، وقدم نظرية متقدمة حول تدفق الدم في الجسم من خلال الشرايين والأوردة. ومن أهم إسهاماته في الطب هي وصفه بنية القلب ووظائفه بدقة، وهو اكتشاف مهم لتطوير فهمنا لأمراض القلب.

لا يقتصر إرث ابن النفيس على مجال الطب والفيزياء فحسب، بل امتد إلى العديد من المجالات الأخرى. قام بكتابة العديد من الأعمال العلمية، بما في ذلك كتاب "شرح تشريح القانون " الذي أصبح أحد أهم مراجع الطب في العالم الإسلامي لعدة قرون.

في عام 1242م، نشر ابن النفيس أكثر أعماله شهرة، وهو كتاب «شرح تشريح قانون ابن سينا»، الذي تضمن العديد من الاكتشافات التشريحية الجديدة، وأهمها نظريته حول الدورة الدموية الصغرى وحول الشريان التاجي، وقد اعتبر هذا الكتاب أحد أفضل الكتب العلمية التي شرحت بالتفصيل مواضيع علم التشريح وعلم الأمراض وعلم وظائف الأعضاء، كما صوّب فيه العديد من نظريات ابن سينا. بعد ذلك بوقت قصير، بدأ العمل على كتابه الشامل في الصناعة الطبية، الذي نشر منه 43 مجلد في عام 1244، وعلى مدى العقود التالية، كتب 300 مجلد لكنه لم يستطع نشر سوى 80 مجلدًا قبل وفاته، وبعد وفاته حلّ كتابه هذا محل «قانون» ابن سينا موسوعة طبية شاملة في العصور الوسطى، مما جعل المؤرخين يصفونه بأنه «ابن سينا الثاني».